Thursday, November 17, 2011

الـمـؤامـرة الـسـوريـة

لم يبقى اي مجال للشك ان ما يحصل في سوريا في جزء منه مؤامرة. فلقد تعلمنا أن كل ما تكرهه أمريكا هو خير لنا و أن كل ما ترتضيه هو شر لنا. و أيقنا أن الزعماء العرب قد أقسموا على التعاون على الاثم و العدوان. فماذا إن توافق الزعماء و أمريكا على شيئ، هذا ما يدعونا الى التفكر.

فعندما يرفض مجلس تعاون دول الخليج دعوة سوريا لعقد مؤتمر قمة فهذه مؤامرة، و عندما يسكت ذات المجلس الموقر و يقدم كل الدعم و يستضيف علي عبدالله صالح فهذه مؤامرة، و عندما يبيد ذات المجلس الثورة البحرينية فهذه مؤامرة.

لا ا عتقد ان أحدا في تونس أو مصر كان على استعداد أن يقبل أي تدخل خارجي في ثورته لذلك لم يشك أحد في نزاهة هذه الثورات. إضافة إلى الرفض التي قوبلت به هذه الثورات من الغرب و من الزعماء العرب جعلنا نيقن أن هناك فرق بين ما حصل هناك و ما يحصل في سوريا.

ليس هناك أي شك بأن أي نظام شمولي لا ديمقراطي يجب أن يزول، لكن زوال هذا النظام يجب أن يأتي من الداخل، و الا فان ما حصل في العراق يكون مباركا و أنموذجا يطبق على الدول الاخرى. أما من يقول أن الشعب لن يستطيع إزالة النظام لوحده فهذه ترهات، فالثورات تقوم بها الشعوب لا الجيوش الاجنية، و لكل ثورة ثمنها. فمن كان يتخيل انتصار الشعب في تونس و مصر و كيف أثبت الشعب أنه إن أراد نال ما يريد. ننتصر للمظلوم و لكنا لا نتحالف مع الشيطان لذلك، فالغاية لا يجب أن تبرر الوسيلة في أحيان كثيرة.

منذ متى نهلل للجامعة العربية التي لم تكن بحياتها الي مفرقة و ليست جامعة. ما اشبه اليوم بقرار الجامعة بجلب جيوش العالم لمحاربة العراق، ثم اين هذه الجامعة من درع الخليج الذي آباد ثورة البحرين و اين قناة الجزيرة من ذلك.

اما اولائك الذين يخونون اشرف الناس و الوعد الصادق السيد حسن نصرالله و حزب الله، الذين و طوال تاريخهما لم يقولا زورا بعكس زعماء الجامعة، فسبحان مغير الأحوال يا اصحاب ذاكرة السمكة. فلولا حزب الله و انتصاراته في 2000 و في 2006 لما أفاقت هذه الشعوب. ليس هناك أي شك بأن حزب الله خلق ثقافة المقاومة و ثقافة الانتصار و ثقافة الممكن في شعوب المنطقة. فالفرق بين جيل الثورات هذا و من سبقه بأن هذا الجيل و بالرغم من كل النكسات الا أنه كبر على انتصارات أيار في 2000 و تموز في 2006 و ليس هزائم جيوش و زعماء الجامعة.

ثم أنه و لولا حزب الله لما كنا رأينا انتصارات حماس في حرب غزة و صمودها الاسطوري بالرغم من كل المعاناة، يوم لم يدعمها و يقف معها بصوت عال الا السيد حسن. كذلك لا ننسى دعم حزب الله و سوريا للمقاومة في العراق و هذا حديث أمريكا و شهادتها.

من المحير كيف أن قناة الجزيرة التي لم تنفك تخون الجامعة و الرؤساء العرب منذ انطلاقتها تقوم اليوم بتعظيم و تفخيم قرار الجامعة العربية. لطالما كانت الجزيرة صوت الشعب و مما لا شك فيه أن للجزيرة فضل كبير في إنشاء جيل الثورات، و لكن المحير هو أين الجزيرة من ثورة البحرين، و أين الجزيرة من حبس المدونين في الامارات، و أين الجزيرة من مسيرات الاردن، و أين الجزيرة من القمع في الضفة!!!

لست هنا لأزكي بشار الاسد على أحد، و لكنهم جميعهم من نفس حظيرة الخنزير التي جمعتهم سنينا و أولاد ذات المرأة التي أشار اليها مظفر النواب من قبل.

فعجبا كيف يقمع ذاك المرأة، و يتمنن ذاك على شعبه باصلاحات تبدأ في 2013، و يضحك أخر على شعبه باختيار من يحق له الانتخاب منهم، ثم يدّعون الديمقراطية و مكافحة الفساد. فعجبا كيف نسوا حظيرة الخنزير التي لطالما كانت أطهر من أطهرهم.

لا تنه عن خلق و تأتي بمثله....عار عليك اذا فعلت عظيم

Labels: , , ,

0 Comments:

Post a Comment

<< Home